الصفحة الرئيسية > عالم الطب > مرض السرطان وبعض الحقائق – الجزءالاول

مرض السرطان وبعض الحقائق – الجزءالاول

بقلم: عبدالمجيد سالم جامعة تيان جين الطبية – الصين مستشفى بكين تيان تان بوخوا

(زيارتي لمستشفى فودا لأمراض السرطان وبعض الحقائق المهمة)

وصلني العديد من الرسائل والإتصالات والتي كان هدفها ودافعها هو السؤال عن حقيقة أمر علاج السرطان في مستشفى فودا لأمراض السرطان بمدينة قوانجو أو كما يعرفها البعض بـ(قوانزو) بجمهورية الصين الشعبية وذلك بعد الحملات الدعائية والإعلانية للمستشفى عبر البريد الإلكتروني و وسائل الإعلام الأخرى المرئية,  ولعل ذلك هو ما دفعني بالفعل لحجز تذكرة طيران والسفر لمدينة قوانجو ( قوانزو) والتي تبعد حوالي 3 ساعات بالطائرة عن المدينة التي اقيم بها هنا في الصين , والوقوف بنفسي على الأمر والتحقق من ذلك وتبيين ذلك للمستفسرين عنه.

وهنا أود توضيح بعض الحقائق المهمة والتي قد يجهلها الكثير منَا عن داء السرطان أولاَ وعن مستشفى فودا لأمراض السرطان بقوانجو ثانياَ.

داء السرطان:

يعد داء السرطان من الأمراض المستعصية والتي يصعب علاجها وبرءها.

الخلايا السرطانية:

تكون الخلايا السرطانية المسببة لداء السرطان, مختلفة تماماً في طبيعتها عن الخلايا السليمة للجسم, كما تتخذ اشكالاً مختلفة تماماً عن اشكال الخلايا الأصلية للنسيج وذلك لحدوث تغير مَرَضي لجينات الخلية او ما يسمى بـ ( الطفرة الجينية ) , إن اختلاف تصنيع وتشكيل الخلية يؤدي إلى تغير وظائف الخلية نفسها وتأثر الوظائف الإصلية والتي يفترض بالخلية القيام بها لذا, لا تقوم الخلية السرطانية بالوظائف الحيوية والفسيولوجية الأصلية للنسيج.

تمتاز الخلايا السرطانية بأنها ذو سرعة ونشاط في التكاثر والإنقسامات بحيث تقوم على مضاعفة عددها في وقت أقصر منه في تلك الخلايا السليمة,

كما تمتاز أيضاً بخاصية الإنتشار إلى الأنسجة الأخرى محدثةَ بذلك إنتشار المرض للأعضاء الأخرى في الجسم , وهنا تتفاقم المشكلة وتصعب طرق العلاج.

الحقيقة الأولى :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قد تكون هذه الحقيقة صعبة التقبل لدى مرضى السرطان وذويهم , ولكن يجدر بنا الإفصاح عن ذلك وعدم اخفاء ذلك عنهم,

تقول هذه الحقيقة (  أنه من عقلية الطب وكتبه فإنه’ لا شفاء لمرضى السرطان , كما أن العمر الزمني لمرضى السرطان هو 5 سنوات ’) .

ولكن في هذه الحقيقة السابقة , يجب أيضاً أن نأخذ تعاليم ديننا الحنيف بعين الإعتبار , وأن نتذكر قوله تعالى ( وإذا مرضت فهو يشفين ) و قوله تعالى ( و ما تدري نفس بأي أرض تموت ) , فنقول: أن استنتاجات وتجارب الأطباء والخبراء الطبيون على العين والرأس ولكن يرد عليهم قولهم هذا , ويبقى مبدأنا كما هو معتقدين في الله عزوجل وقدرته على كل شيء تبارك وتعالى.

 الحقيقة الثانية :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن الهدف من علاج مرضى السرطان ليس الحصول على التشافي تماماً من المرض, وإنما الهدف هو : ’محاولة تحسين جودة حياة المريض’ .

وذلك أن مريض السرطان ذو المراحل المتقدمة أو الـend stages  قد يستفيد المريض ما تقدر نسبته بحوالى 10% ~15% من العلاج , كما أن مريض الـstage4 c  ( مرحلة من مراحل مرض السرطان ) قد يستفيد ما يقارب 20%ْ~ 25% فقط من العلاج , وفي بعض الأحيان قد يصل إلى 30% من التحسن وذلك إن كان محظوظاً – في نظر بعض الأطباء- .

ومن ذلك قد يعطى المريض 6 أشهر إحتمالية عيش إضافةً إلى ال5 سنوات , ولكن مع بقاء الألآم ( من مضاعفات مرض السرطان ) .

الحقيقة الثالثة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن جميع المستشفيات حكوميةً وغير حكومية لا زالت تقيم وتجري أبحاثها على مرضى السرطان وذلك للوصول إلى حقائق أكثر وضوحاً عن كيفية علاج السرطان والتوصل إلى حلول علمية واضحة يتم الأعتراف والأعتماد بها عالمياً.

إن جميع المستشفيات حول العالم والتي تضم مراكز للأبحاث تحتوي على قسمين من الأطباء العاملين بها:

  • القسم الأول / وهم الأطباء السريريون : وهم من يكونوا على تواصل مباشر بالمرضى من خلال العيادات وأقسام المستشفى الأخرى وذلك بقيامهم بفحص المرضى وتشخيص حالاتهم ورسم خطط علاجية لهم وإعطاء الوصفات الطبية لهم .
  • القسم الثاني / هم الأطباء البحثيون : وهم من يكونوا عادةً في معاملهم لإجراء التجارب و وضع النظريات وقراءة الأحداث  و وضع القراءات والتنبؤات,  ولا يمنع ذلك تواصلهم مع المرضى فقد يتواصلوا بالمرضى عبر فحصهم وتشخيص حالاتهم والقيام بما يقوم به الطبيب السريري .

ومن وجهة نظري, فإنه وبعد إيضاح كل ما سبق , فبإمكان مريض السرطان او ذوو المريض معرفة درجة ومؤهل الطبيب المعالج له , وما نوع العلاج والخطة العلاجية المتبعة له , وهل نوع العلاج والطريقة المتبعة له معتمدةً دوليأً وعالمياً, أم أن هناك بعض الطرق التي لم يتم اعتمادها ولكن الطبيب المعالج يقوم باستخدامها, ومن صورة أكثر بلاغةَ و وضوحاَ,

فإن على المريض وذويه التحقق من ذلك وهل ما يقوم به الطبيب مجرد رؤى وأبحاث سيقوم بتطبيقها على المريض ؟!

أعتقد أن على الطبيب المعالج توضيح ما سيقوم به للمريض وذويه من النواحي العلمية والتطبيقية إن كان يرى في طريقة العلاج المتبعة نفعٌ معين,  وأن يترك حرية الموافقة من عدمها للمريض وذويه.

الجزء الثاني قريباً..

  1. dr.j
    18/08/2013 عند 12:33 صباحًا

    اشكر لك اهتمامك بتوضيح الحقائق لكن ما قلته من ان مريض السرطان لا يشفى منه غير صحيح.. لانك شملت مرضى السرطان جميعا وكمان تعرف فإن السرطان له مراحل ونسبة البقاء على قيد الحياة التي ذكرتها ليست كما ذكرت تحديدا وانما الابحاث الطبية تتخذ من الخمس سنوات فترة لتقييم احتمالية بقاء المريض على قيد الحياة. مثلا مريض سرطان القولون في stage3 اي المرحلة الثالثة لديه فرصة اكثر من 50% للبقاء على قيد الحياة بعد خمس سنوات من التشخيص بينما في المرحلة الرابعة تكون فرصته
    لا تتجاوز 10% بعد خمس سنوات . وهي كما تفضلت نتيجة دراسات واحصاءات يجب ان لا تضعف الإيمان ولا ترد القدر.
    للاستزادة يمكن القراءة عن نسبة بقاء المريض على قيد الحياة
    http://www.mayoclinic.com/health/cancer/CA00049
    اكرر شكري لاهتمامك ومجهودك في توضيح حقيقية المستشفى.. ونسأل الله الشفاء لكل مريض

  1. No trackbacks yet.

أضف تعليق